حوار دار بين تلميذ وشيخه ..
أخفق أحد التلاميذ في تجربته الروحية حِينَ أراد أن يتقرب إلى الله فى زمان غابت فيه كل معالم الإنسان فراح يلوم نفسه بحسرة ومرارة ...
فقال له الشيخ: لا تعتبر نفسك خاطئاً، لإنك إن فعلت دنـّست الوعي الإلهي في داخلك. لماذا تتفاعل مع نقاط ضعفك؟ أكدّ بدلًا من تلك الأوهام هذه الحقيقة لِنفسك: أنا قريب من الله وهو يحبني, ابتهل له: إلهي سواء كنتُ عاقاً أم طيباً فإنني خاصتك, يَقـِّظْ من جديد تعلُّقِي بك وشوقي لك يا رب ..
فعلـّق التلميذ قائلا: كثيراً ما أفكر بأن الله ينسى الإنسان، وهو بلا شك يتحاشى التقرب من البشر ..
فأجاب الشيخ: بل الإنسان هو الذي يتجنب القرب من الله لأنهُ يملئ وعيَهُ بأكاذيب من وسوسةِ الشيطان لنفسه فتقول له الوسواس من أنت ومن هم وأين هم الذين يطلبون التعرف على الله الكبير المتعال؟ إن هياكل معظم العقول البشرية تغصّ بأوثان الأفكار المضطربة والرغبات والشهوات الجامحة, وهكذا يصبح الله نسياً منسيا. ومع ذلك فإنه يرسل أنبياءه وأولياءه المستنيرين من حين إلى آخر كي يذكـّروا الإنسان, مستحيل أن يهجرنا الله أو يتخلى عنّا, فهو يعمل بكل السبل لمساعدة عباده (من رجال ونساء) ولتسريع تقدّمهم الروحي ...
فطلب أحد التلاميذ من الشيخ النصيحة فقال له: الناس تغرس بك العادات السيئة والميول المنحرفة، ولكنهم لن يكونوا مسؤولين ولن يعطوا جواباً أو يقدموا حساباً عن أخطائك الناجمة عن تلك الميول والعادات ..
إذاً لماذا تمنح كل وقتك لصديق مخادع ؟!!
خصص ساعة يوميا من أجل الاكتشافات الروحية حتى تُكشف لك أنوارهُ القدسية .
أليس هو الله واهبك الحياة والأسرة والمال وكل شيء آخر؟
أليس يستحق ولو لجزء واحد من أربع وعشرين ساعة من وقتك؟