
مجموعة مبادئ، تنقسم لفلسفة وعقيدة دينية، مشتقة من المعتقدات الصينية الراسخة القدم. من بين كل المدارس العقلية التي عرفتها بلاد الصين، تعتبر الطاوية الثانية من حيث تأثيرها على المجتمع الصيني بعد الكونفشيوسية.
تعريب الكلمة، الهدي، الطريقة أو الطريق، الذي يسلكه أتباع الديانة، اسمهم المهديون أتباع الهدي، وديانتهم الهداية
الطاوية، بالمعنى المتداول اليوم، تشمل تيارين أو مدرستين متباينتين: مدرسة فلسفية، نشأت أثناء الفترة الكلاسيكية لحكم سلالة "تشو" في الصين، المدرسة الثانية عبارة عن مجموعة من معتقدات الدينية، طورت خمسمائة سنة بعد المدرسة الأولى، وفي ظل حكم سلالة "هان".
يطلق اليوم على هاتين المدرستين الطاوية الفلسفية والطاوية الدينية على التوالي.
اسم الطاوية لم تتم صياغته حتى حكم أسرة هان في القرن الثاني قبل الميلاد ، ففي هذا الوقت إندمجت بعض التيارات الرئيسية للعقيدة الطاوية معا وأصبحت عقيدة واحدة . وارتبط أحد هذه التيارات بالإمبراطور الأسطوري الأصفر هوانج تي، وكان يمكن تتبعها تاريخيا في دولة شي ( Ch’i ) التي كانت تشغل فيما يقال الجزء الشمالي من شانتونج الحديثة shantung والجزء الجنوبي من هوباي Hopei . وكان حكام هذه الدولة مثل حكام الدولة الصينية يعتبرون أنفسهم من سلالة الإمبراطور الأصفر، وكانوا يمارسون شعائر العبادة الخاصة به في بلاطهم. لكنهم أيضا افتتحوا أكاديمية للفلاسفة أسموها أكاديمية بوابة شي Chi – gate . والمقصود بالبوابة هنا بوابة رب الزراعة The god of agriculture وإنتعشت هذه الأكاديمية خلال الجزء الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد . وكان أحد أشهر أعلام هذه الأكاديمية هو تسو ين Tsou Yen الشهير . الذي كان أول من صاغ وجهة النظر الصينية للكون في نسق أو نظام قائم على طاقتين كونيتين هما الظلمة (Yin) والنور (Yang) واتحد النور والظلمة مع القوى أو العناصر الخمسة المتحركة (الوهسنج Wuhsing) لكن الغالبية العظمى من علماء هذه الأكاديمية كانوا ينتمون لمدارس طاوية مختلفة، كان أبرزهم سنج هسينج sung Hsing وين ون Yin Wen وكانت أفكارهما مستقاه من فلسفه مفكر أقدم هو يانج شو Yang Chu الذي دافع عما يمكن وصفه بالخلاص الفردي، وكانت تعالميه معاكسه بشكل مباشر لتعاليم مو- تسو Mo-Tzu الذي ظهرت أعماله في الشرائع الطاوية وعقيدة هذا الأخير تقوم على الفكرة الصينية المثالية عن ملك أو حاكم يضحي بنفسه لصالح شعبه مثل المقدس يو Yu . ولم يكن يانج شو راغبا في اقتلاع شعرة واحدة حتى لو كان في إقتلاعها صالح العالم أجمع فلقد كانت تعاليم مدرسته الأساسية هي : " أبعد الضرر عن نفسك وعش عمرا مديدا بقدر ما تستطيع " .
الفكرة الأساسية عن الطاو الذي يقول به الطاويون مستقي في الأساس من دين قديم شاع خلال حكم أسرة شانج Shang ولا ندري عنه سوى القليل .فنحن نقرأ في " الطاو – تي – شنج Tao-teching" ( السفر الكلاسيكي للطاو) والذي تظهر فيه دلائل كثيرة على الانتقال من الدين إلى الفلسفه، أن بوابة الظلمة هي أصل كل الأشياء . ومن الواضح أن اقتباس من أسفار أقدم عهدا وربما يشير إلى أرض قديمة أو إلى ربة الماء التي تهب الميلاد لكل الموجودات وتستردهم مرة آخرى عند الموت . والنهوض من فتحة هذة الرى جرى تفسيره بالمرور من اللاوجود إلى الوجود .ومادام أصل الوجود هو اللاوجود فالنتيجة التي وصلوا إليها أن كل الموجودات ستصبح أخيرا لا موجودات . فمن هذه الربة انبثق كل الوجود وكل الحركات وإليهما العودة حتما .