دُعَاءُ ابن عبَّاسٍ رضي اللهُ عَنْهُما([1])
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهُمَّ يَا إلَهَنَا وَإلَهَ كُلِّ شَيْءٍ، يَا إِلَهَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، يَا قَامِعَ الْجَبَّارِيْنَ، وَيَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ، غَلَبْتَ الْمُتَكَبِّرِيْنَ، وَقَمَعْتَ الظَّالِمِينَ، وَلاَ يَقُومُ لأَمْرِكَ مَلِكٌ إلاَّ وَذُلَّ، وَلا جَبَّارٌ إلاَّ وَخَضَع، أَمَتَّ الأَوَّلِينَ، وَتُمِيْتُ الآخِرِين، وَتَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، وَتَقْمَعُ يَدَ الظَّالِمِ فَلاَ يَبْسُطُهَا، وَتُعْمِي عَيْنَ النّاظِرِينَ فَلاَ يُبْصِرُ مَنْ مَنَعْتَهُ مِنْهُ، وَتَدْفَعُ سَطْوَةَ العَزِيزِ عَمَّنْ نَصَرْتَهُ، وَتُهِينُ أعَدَاءَكَ إذا رَامُوا أَولِياءَكَ، وَأنَا عَبدُكَ فَامْنَعْنِي مِنْ كُلِّ ظَالِمٍ غَشُومٍ، فَاجِرٍ خَتَّارٍ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ.
اللهُمَّ أَغْشِ أبْصَارَهُم ظُلْمَةً فَلاَ يُبْصِرُونَ، وَأَعْمِ قُلُوبَهُمْ فَلاَ يَفْقَهُونَ، وَأَصْمِتْ ألسِنَتَهُمْ فَلاَ يَنْطِقُونَ، وَاقْبِضْ أيَدِيَهُم فَلاَ يَبْطُشُون.
وَأَسْأَلُكَ يَا إِلَهَنَا أنْ تَرْعَانَا، وَأنْ تَمْنَعَنَا مِنْهُمْ، بِحَقِّ القُدْرَةِ التي رَفَعْتَ بِهَا السمَوَاتِ، وَدَحَوْتَ بِهَا الأَرَضِيْنِ، وَاسْتَعْلَيْتَ بِهَا عَلَى عَرْشِكَ، وَقَبَضْتَ بِهَا مَا فِي السمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَا اللهُ، يَا حَيُّ ياَ قَيُّومُ، يَا مَنْ لِيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيرُ، عَافِنِي وَنَجِّنِي، وَاقْضِ حَاجَتِي، وَهَبْهَا لِي، بِحَقِ عِلْمِكَ الْمَكْنُون، وَسِرِّكَ الْمَكْتُومِ، وَفَضْلِكَ الْمَعْلُومِ، أسْبِلْ عَلَيْنَا رِدَاءَ سَتْرِكَ الذي لاَ تَخْرِقُهُ الرِّمَاحُ، وَلاَ تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ، لاَ تَجْعَلْ لِلْظَّالِمِ عَلَيْنَا سَبِيلاً، يَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ، أَنْتَ تَنْصُرُ الْمَظْلُومَ، وَترُدُّ الغَشُومَ، وَتَمْنَعُ مَنْ شِئْتَ مِمَّنْ شِئْتَ، اِمْنَعْنِي وَامْنَعْ أعْمَالِي وَنَفْسِي وَمَا مَلَكَتْ يَدَايَ مِمّا حَضَرَ مَعِي ، وَأحْرِزْ مَا غَابَ عَنِّي، فَإِنَّكَ شَاهِدٌ لاَ تَغِيْبُ، وَحَاضِرٌ لاَ تَزُولُ، وَحَلِيمٌ لا تَحُولُ، يَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ.
أَدْعُوكَ يَا نُورَ النُّورِ، وَيا نُوراً فِي نُورٍ، وَيَا نُوراً مَعَ نُورٍ، وَيَا نُوراً فَوقَ نُورٍ، وَيَا نُوراً تُضِيءُ بِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَتَدْفَعُ بِهِ كُلَّ شِدَّةٍ، وَكُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيْدٍ، وَتَقْبِضُ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ مُتَكَبِّرٍ.
اللهُمَّ بِحَقِّ مَا دَعَوْتُكَ بِهِ، وَسَألْتُكَ إيَّاهُ، اجْعَلْ كَيْدَ مَنْ رَامَ ظُلْمِي فِي نَفْسِي وَأهْلِي وَمَالي وَأوْلادِي تَحْتَ قَدَمِي، فَإِنَّكَ تَمْنَعُ مَنْ شِئْتَ، وَلاَ قَادِرٌ غَيْرُكَ، وَلاَ حاكِمٌ سِوَاكَ، وَبِحَقِّ الاِسْمِ الذي اسْتَقَرَّ بِهِ عَرْشُكَ، وَبِحَقِّ الاِسْمِ الذي اسْتَقَرَّ بِهِ كُرْسِيُّكَ، يَا اللهُ الْعَظِيْمُ الأَعْظَمُ، اجْعَلْ لِي هَيْبَةً وَنُوراً تَقِيْنِي بِهِ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِي إذَا رَامُوني، وَتزيدني قُوَّةً عَلَى مَنْ يُرِيدُ ظُلْمِي، فَيَا رَبِّي وَيَا رَبَّ كُلَّ شَيْءٍ، يَا رَفِيعاً جَلالُهُ، وَيَا عَظِيماً سُلْطَانُهُ، وَيَا كَبيراً شَأْنُهُ، يَا اللهُ المحْمُودُ فِي كُلّ فِعَالِهِ، يَا حَيُّ إذْ لاَ حَيَّ إلاَّ هُوَ، وَيَا حَاكِمُ إذْ لاَ حَاكِمَ إلاَّ هُوَ، يَا مَنْ لَهُ العَظَمَةُ إذَا انْقَطَعَتْ عَظَمَةُ الْمُتَكَبِّرِيْنَ، يَا مَنْ لَا يَفُوتُهُ هَارِبٌ، وَلاَ يُدْرِكُهُ طَالِب، تُدْرِكُ الأبْصَارَ وَلاَ تُدْرِكُكَ الأبْصَارُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَلاَ يَؤُودُكَ حِفْظُ شَيْءٍ، وَلاَ يَشْغَلُكَ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، أَشْغِلْ مَنْ رَامَنِي بِضُرٍّ بِمَا تُوْقِفُهُ عَنِّي وَارْدُدْ كَيْدَهُ عَلَيْهِ، وَالصقْ بِهِ مَا رَامَ مِنْ كَيْدِهِ، وَأحْرِزْنِي يَا صَمَدُ يَا خَيْرَ مَنْ عُبِدَ، يَا مَنْ هُوَ بِاقٍ عَلَى الأَبَدِ، هَبْ لِي بَرَكَتَكَ وَلاَ تُسْلِمْنِي لِسِوَاكَ، وَانْصُرْنِي نَصْرَاً عَزِيزاً، وَافْتَحْ لِي فَتْحاً مُبِيْنَاً، وَاجْعَلْ لِي مِنْ لِدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً، بِكَ اسْتَنْصَرْنَا، وَإِلَيْكَ سَألْنَا، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، فَلاَ تَرُدَّنا خَائِبِيْنَ مِنْ عِنْدِكَ، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَاءَنَا مِنْكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ وصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.