عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2016, 08:53 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المدير العام

الصورة الرمزية الشيخ طاووس اسطوره الاساطير

إحصائية العضو






الشيخ طاووس اسطوره الاساطير غير متواجد حالياً

 


افتراضي رد: من علوم الكونيات والفلك عند أهل البيت عليهم السلام

5- نشأة المجموعة الشمسية والأرض في تراث آل البيت (ع)

من خلال بعض الروايات
1- ما ورد عن الإمام علي u في الخطبة الأولى من نهج البلاغة: (فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا بغير عمد يدعمها، ولا دسار ينتظمها، ثم زينها بزينة الكواكب، وضياء الثواقب فأجرى فيها سراجا مستطيرا، وقمرا منيرا، في فلك دائر، وسقف سائر، ورقيم مائر. ثم فتق ما بين السماوات العلى، فملأهن أطوارا من ملائكته)
2- ومما ورد في الخطبة رقم 90 قوله u: (كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة. ولجج بحار زاخرة. تلتطم أواذي أمواجها وتصطفق متقاذفات أثباجها وترغو زبدا كالفحول عند هياجها. فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها. وسكن هيج ارتمائه إذ وطئته بكلكلها. وذل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا. وفي حكمة الذل منقادا أسيرا. وسكنت الأرض مدحوة في لجة تياره. وردت من نخوة بأوه واعتلائه وشموخ أنفه وسمو غلوائه وكعمته على كظة جريته فهمد بعد نزقانه. ولبد بعد زيفان وثباته.
فلما سكن هياج الماء من تحت أكنافها وحمل شواهق الجبال الشمخ البذخ على أكتافها فجر ينابيع العيون من عرانين أنوفها. وفرقها في سهوب بيدها وأخاديدها وعدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها وذوات الشناخيب الشم من صياخيدها. فسكنت من الميدان لرسوب الجبال في قطع أديمها، وتغلغلها متسربة في جوبات خياشيمها، وركوبها أعناق سهول الأرضين وجراثيمها وفسح بين الجو وبينها. وأعد الهواء متنسما لساكنها. وأخرج إليها أهلها على تمام مرافقها ثم لم يدع جرز الأرض التي تقصر مياه العيون عن روابيها ولا تجد جداول الأنهار ذريعة إلى بلوغها حتى أنشأ لها ناشئة سحاب تحيي مواتها وتستخرج نباتها. ألف غمامها بعد افتراق لمعه وتباين قزعه، حتى إذا تمخضت لجة المزن فيه. والتمع برقه في كففه ولم ينم وميضه في كنهور ربابه ومتراكم سحابه أرسله سحا متداركا. قد أسف هيدبه، تمريه الجنوب درر أهاضيبه ودفع شآبيبه فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العبء المحمول عليها أخرج به من هوامد الأرض النبات ومن زعر الجبال الأعشاب، فهي تبهج بزينة رياضها وتزدهي بما ألبسته من ريط أزاهيرها وحلية ما سمطت به من ناضر أنوارها وجعل ذلك بلاغا للأنام ورزقا للأنعام. وخرق الفجاج في آفاقها وأقام المنار للسالكين على جواد طرقها. فلما مهد أرضه وأنفذ أمره اختار آدم عليه السلام خيرة من خلقه. وجعله أول جبلته)- العقد الفريد (ابن عبد ربه) ج2 ص406.
3-ومما ورد في الخطبة رقم 186 قوله u: (وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال. وأرساها على غير قرار. وأقامها بغير قوائم. ورفعها بغير دعائم. وحصنها من الأود والاعوجاج. ومنعها من التهافت والانفراج. أرسى أوتادها، وضرب أسدادها، واستفاض عيونها وخد أوديتها).

ومن تلك الروايات يتبين أن النظرة لنشوء الأرض وبداية تكون الحياة فيها أنها تكونت كجزء وامتداد للماء (المادة الأولى) الذي فتق به الأجواء. وأن نشوء الشمس والقمر والثواقب كان مزامناً لنشوء الأرض. كذلك فإن قوة الجاذبية وثقل الأرض أدى إلى سكون الاضطراب في تلك المادة (فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها. وسكن هيج ارتمائه إذ وطئته بكلكلها). وبسبب توزع الجبال والأحجار على سطح الأرض أدى ذلك إلى سكون واستقرار الأرض بحركتها. ثم بعد ذلك أجرى فيها المياه تمهيداً لبدء الحياة وظهور وخلق الإنسان (فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العبء المحمول عليها أخرج به من هوامد الأرض النبات ومن زعر الجبال الأعشاب. فلما مهد أرضه وأنفذ أمره اختار آدم عليه السلام خيرة من خلقه. وجعله أول جبلته).







رد مع اقتباس