3-العلوم الكونية والطبيعية في تراث آل البيت (ع)
 
إن المقاصد والسمات في كلام أهل البيت عليهم السلام هي نفس المقاصد والسمات القرآنية التي ذكرت سلفاً. وكلمتهم الطيبة هي ذات الكلمة الطيبة {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها}-إبراهيم. فكلامهم في العلوم الكونية والطبيعية يأتي في إطار سنة ونظرية واحدة تحكم جميع الأجزاء المختلفة لهذا الكون. ولاينفك فيها الجانب التكويني عن الجانب التشريعي.
فالحديث عن خلق الكون عند آل محمد (ع) جاء لتوضيح كلام الخالق الذي {يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ولكي يستفيد منه المؤمنون في الجانب التشريعي أيضاً. فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u يقول في خلق السماوات والأرض 
ولو شاء الله أن يخلقها (أي السماوات والأرض) في أقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الأناة والمداراة مثالا لأمنائه وإيجابا للحجة على خلقه)-بحار الأنوار ج54 ص6. وفي ذلك دلالة على الفائدة التشريعية السلوكية لفهم الجانب التكويني في الحياة.