اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات الخاصه بنا عبر المنصات ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
التعريف بعلم الطاقة النوارنية ومصادرها بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله نور السموات والأرض والصلاة والسلام على سيد أهل السماء والأرض وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد: إن الطاقة من حيث التعريف اللغوي هي القدرة على إحداث الفعل أو التأثير بالغير. وهذا التعريف يشمل جميع أنواع الطاقات في الكون فلا يطلق اسم الطاقة إلا على ما يمتلك القدرة على الفعل أو التأثير. ولكن يجب أن نعرف أنه عندما نسمع كلمة الطاقة في هذا الزمان فإن هذه الكلمة تدل على معنيين الأول وهو الطاقة الفيزيائية في الكون وهي عدة أنواع وتشمل كل ما يسمى بالطاقة كالطاقة الكهربائية والطاقة المائية والطاقة الحرارية والطاقة الشمسة والطاقة البترولية إلى ما هنالك من طاقات في الكون معروفة من قبل الإنسان، والقانون الفيزيائي المعروف أن الكون مكون من قسمين: الأول المادة والثاني الطاقة وكل منهما قابل للتحول للآخر فالطاقة قد تتحول لمادة والعكس صحيح. أما علم الطاقة بالمفهوم المنتشر في الآونة الأخيرة والذي يطلق عليه غالباً الطاقة الكونية، أو الطاقة الحيوية فهو علم انتشر في آواخر القرن الماضي وازداد انتشاراً في هذا القرن، بيد أن له جذوراً بعيدة ترجع لآلاف السنين، وخلاصة القول فيه: هو عبارة عن بعض المعتقدات التي تعني بمجملها وجود طاقة بهذا الكون تنتشر بكل مكان، وكما قلنا لا توجد مادة إلا وفيها طاقة خاصة بها. لكن بمعتقدهم ووفق قوانين هذه العلوم أن هناك طاقات ظاهرة في الكون وهي الطاقات الفيزيائية التي تظهر في الطبيعة كالماء والهواء والكهرباء والنار والشمس، وهناك طاقات كامنة في الكون غير ظاهرة، وهي ما تسمى بما وراء الطبيعة وهذه العلوم كلها تسعى لاستخراج هذه الطاقة الكامنة من مصادرها التي أودعت فيها وفق قوانين وطرق وأساليب خاضعة لقانون هذه العلوم. ومن هنا نستطيع أن نقسم الطاقة إلى قسمين: · الطاقات الفيزيائية: وهي الطاقات الظاهرة في الطبيعة والتي يتوصل لها الإنسان وفق القوانين والحقائق العلمية التي توصلوا لها بتطور العلم، ونحن لسنا بصدد الحديث عن الطاقات الفيزيائية فليست هي مدار بحثنا بل بحثنا حول القسم الثاني. · الطاقات الميتافيزيقية: وهي الطاقات الغيبية المخفية وراء الطبيعة، وتعتبر عند أهل هذا العلم أنها هي الطاقة الحقيقية التي هي سر الحياة واستمرارها في هذا الكون وهذه هي محور بحثنا. وكما قلنا كثر المتكلمين والباحثين في هذه العلوم تحت عدة مسميات في هذا الزمان، ولكن يجب أن نعلم أن البحث وراء استملاك الطاقات الميتافيزيقية يرجع لقرون كثيرة جداً وليس في هذا القرن فحسب ،إنما بدأ ينتشر ويعمم ويدخل تحت التدوين والانتشار في هذا الزمان. ومن أكثر الذين تكلموا وأبدعوا بهذا هم البوذيون والحكماء من أهل تلك البلاد، وتكلم عنه الكثير من الفلاسفة القدماء، وقد ذكرنا أسماء الكثير من العلوم التي تعنى بهذا المجال منها: اليوغا ومنها الريكي ومنها التشي كونغ والتاي شي ومنها البرانيك هيلينغ ، وهناك مسميات كثيرة جداً حسب البلاد والمعتقدات. وخلاصة غالب هذه العلوم هو أنه في هذا الكون طاقة خفية هي المتحكمة بهذا الكون والتي تبث الحياة والطاقة فيه، وهذه الطاقة من حيث المعنى هي قدرة الله تعالى عز وجل سبحانه وتعالى عما يصفون فهم وصلوا للحقيقة من حيث أن الكون قائم على قدرة واحدة، لكنهم سلكوا مسالك فاسدة بمعتقداتهم، وظنوا أنهم توصلوا لهذه الطاقة الذاتية الحقيقية، لكن في الحقيقة هم لم يتوصلوا الا لبعض مصادر الطاقة الحيوية المودعة في الكون وفق قوانين معينة فاستطاعوا استملاك بعض الطاقات الخارقة للعادة وفق هذه القوانين فتميزوا عن غيرهم. وقد ذكرنا سابقاً أن مجمل هذه العلوم تسعى لشيء واحد وهو التميز عن الأقران بامتلاك الطاقة الخارقة، التي يسعون من خلالها للوصول والرقي بمكوناتهم البشرية والتي هي : (العقل والقلب والجسد والروح والنفس) إلى أعلى درجات القوة والقدرة والطاقة، وقد نجح الكثير منهم في الوصول إلى مرادهم غير أنهم لم يصلوا لكمال الحقيقة والسبب في ذلك هو الفشل بالاتصال الكامل بمصدر الطاقة الأوحد الذاتي الذي يمد كل مصادر الطاقة بالكون من طاقته دونما نقصان ولا تأثر ولا ضعف ولا زوال وهو الحق عز وجل. ومن نجح منهم بالوصول كانت نتيجة وصوله هو الإيمان بالله عز وجل والإقرار بأن هذا الكون له إله حق مدبر متصرف فيه. ومن الجدير بالذكر أن بعض الذين سلك هذا المسلك من أصحاب الديانات السماوية التي تقر بالربوبية لله عز وجل بعد وصوله لجزء من الحقيقة أطلق على اسم هذه الطاقة( نور الله). وهنا يبدأ حديثنا عن علم الطاقة النورانية لأن علمنا هذا مداره كله حول الوصول للطاقة النوارنية التي مصدرها الله عز وجل الذي وصف نفسه في سورة النور فقال تعاظمت قدرته: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). إذاً كل طاقة في هذا الكون هي من خلقه وايجاده وإمداده جل في علاه فلا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن في هذا الكون ولا في السماوات ولا في الأرض إلا بحوله وقوته، وقدرته وتصريفه وإرادته. وهذا هو معتقد كل مسلم بالفطرة، فنحن المسلمون هذه هي عقيدتنا التي ندين بها لله عز وجل وهي: أن الكون بما فيه كله مخلوق لله عز وجل وأن الله هو المدبر له والمتصرف فيه ويعلم كل ما فيه في كل مكان وزمان صغر أم كبر، ومن اعتقد خلاف ذلك وأن في الكون متصرف غيره فقد كفر بالله عز وجل. والآن نقدم لأحبابنا تعريف الطاقة النوارنية: هي القدرة المطلقة والمؤثرة بغيرها ولا يؤثر بها شيء، وهي الخالقة لكل طاقة في الكون من سماءه وأرضه بمن فيهما، الغنية عن سواها والمفتقر إليها كل مخلوق، والتي أودعت في هذا الكون المستمدة من نور الله عز وجل الذي هو نور السموات والأرض سبحانه وتعالى. وعلى هذا يكون علم الطاقة النورانية: هو مجموعة من القواعد والقوانين والأساليب العلمية والدينية التي يتوصل من خلالها لامتلاك الطاقة النوارنية من مصدرها الأصلي ومصادرها الفرعية بالحدود الممكنة عقلاً وشرعاً مع القدرة على التصرف بها وتوجيهها وفق مراد الله عز وجل وبإذنه. أما مصادرها فتقسم لقسمين: 1) المصدر الذاتي: وهو الحق عز وجل وهو المصدر والممد لكل الطاقات في الكون بجميع انواعها وأقسامها وأشكالها، ولا توجد طاقة إلا ومستمدة قدرتها منه جل في علاه فالكون كله بحوله وقوته، ولا حول ولا قوة إلا به. 2) مصادر فرعية: وهي عبارة عن مصادر أودع الله سبحانه وتعالى فيها الطاقة على تفاوت فيما بينها، وكلها من خلقه عز وجل فمنها البشر ومنها الملائكة ومنها الجن ومنها الطبيعة، وكل هذه المصادر هي مستقبلة ومرسلة للطاقة بمعنى أنها تسمد طاقتها من الطاقة المطلقة التي هي المصدر الأول، ثم تصبح قادرة على إمداد غيرها بالطاقة. وسيأتي الحديث عن المصادر بتفصيل ونوضح كل ما يتعلق بها إن شاء الله تعالى في المقالات القادمة. لذلك نقول لكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله، لو سلكت قوانين هذه العلوم ومبادئها مع حسن عقيدتك وايمانك بالله ستصل لأعظم ما وصلوا إليه بكثير، وهذا ثابت في تاريخ أمتنا فهناك رجال حدثت معهم من خوارق وكرامات ما لا يتصوره عقل وهي في حقيقتها اتصال بالطاقة النوارنية الحقيقية فتميز عن كل الناس بما أكرمه الله عز وجل وسنبين في بحثنا القادم الأدلة الشرعية على هذا الكلام إن شاء الله تعالى. ونحن في هذا العلم سنبين للمسلمين القواعد والقوانين الكاملة للوصول لهذه الطاقات الحقيقية وفق قوانين وطرق ووسائل كلها شرعية ومن كتابنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، فالإسلام هو دين الطاقة الحقيقية وهناك نصوص عظيمة تدل على ذلك، ولو رجعنا إلى تاريخ الأمة الإسلامية كيف مرت بها عصور عندما التزمت بمنهجها خضع لها العالم بأسره، فأصبحت الأمة كلها تمثل كتلة من الطاقة المؤثرة في هذا الكون حتى صار يخضع لها الجميع بلا منازع. وها نحن نرى أنه ما من حقيقة يتوصلون إليها إلا ونجد لها أصلا في ديننا، وما من قدرة وخارقة يتوصلون إليها ويحققونها إلا وفي تاريخ أمتنا من أحوال الرجال ما يتغلب عليها، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه امين. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|