اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
التسبيح التسبيح التسبيح التسبيح في قول الله تعالى: { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } سورة الأحزاب[42]. التسبيح لغة هو التنـزيه كما هو معلوم. والتنـزيه بالنسبة إلى الله هو عدم مشاركة المخلوقين في الصفات { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } الصافات [180]. وربط التسبيح بالبكرة الذي هو أوان توجه الناس إلى أمور معاشهم، والأصيل الذي هو أوان عودتهم إلى بيوتهم، ينبه إلى وقتين يكون القلب فيهما عرضة للتعلق بالسّوى (الأسباب). فوقت البكور ( الصباح )، هو وقت التوجه بالقلب إلى ما يهمه، وهو ما يشبه ما يسمى وضع جدول الأعمال اليومية. وهو إن لم يتنبه سيغفل عن الله بسبب كثرة الأسباب التي سيباشرها. والتسبيح المطلوب هنا هو تخليص التوجه إلى الله بحيث لا يكون للتوجه إلى الأسباب أثر عليه، أي لا تصير الأسباب حاجبة للقلب عن الله. والعمل على هذا هو كالعمل على النية، بل هو باب من أبوابها. فيرجى لمن سبح بكرة أن يُحفظ في يومه من الركون بالقلب إلى ما سوى الله، الذي يعد شركاً عند أصحاب الطريق. أما التسبيح عند الأصيل ( المساء )، فهو لتخليص القلب من أثر مباشرة الأسباب حتى يعود إلى حال التجريد. وإن لمباشرة الأسباب حجابية يعلمها من يراقب قلبه ويعلم منه الصادر والوارد. فإن بقيت آثار مباشرة الأسباب التي هي كالجنابة بالنسبة إلى القلب، فإنه يُخاف عليه أن يعود إلى حال الغفلة الدائمة بتعوده على الغفلة الوقتية؛ أو أن يموت على حال غفلة إن كان ممن سيُتوفون في ليلته تلك. والتسبيح الذي هو بمثابة الغسل للقلب من جنابته، يعود به إلى حال التعلق بالله وحده. ومن كانت بداية يومه ونهايته تسبيحاً، فإن الله يعفو عما خالط يومه من غفلات يعسر على غير الراسخ التنـزه عنها. ولو تأملت التنـزيه المربوط بالبكور والآصال، لوجدته يعود على العبد المسبح، لأن قلبه هو المتنـزه في تلك الحال عن التوجه بداية أو التعلق نهاية بكل ما سوى الله. وعملاً بقول الله في هذه الآية وفي غيرها كما في قوله تعالى : { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } الأعراف [205] أو كما في قوله تعالى أيضاً : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ } النور [36-37] عملاً بهذا، صار أهل الله يلزمون المريد بورد يتلوه مرة في الصباح وأخرى في المساء حتى يحافظ على قلبه من شوائب مقارفة الأسباب. هذا في الحد الأدنى، أما من يرغب أن يلتحق بركب الذاكرين، فعليه أن يستغرق ليله ونهاره في الذكر إن أمره شيخه بذلك ورأى عنده استعداداً. والبكرة والأصيل إن دققت النظر ستجدهما يتعلقان بكل دخول في أمر أو خروج منه، وهو عين ما عنيناه بالتوجه والتعلق؛ فمن عمل على حفظ قلبه عند الدخول في أموره والخروج منها بحيث لا يكون توجهه إلا إلى الله، ولا يكون تعلقه إلا به سبحانه، فإنه يكون قد عمل على ركن متين من أركان المراقبة يجد نفعه في الدنيا والآخرة إن شاء الله. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|