اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
الامتحان والسلوك والسير الى الله الله, الامتحان, الى, والسلوك, والسحر الامتحان والسلوك والسير الى الله يسأل بعض الناس أن يجنبهم الله الامتحانات أثناء سلوكهم، ولا يعلمون أنهم يخالفون بهذا الدعاء حقيقة السلوك المبنية على الامتحان مع الأنفاس. نعم، إذا علم المرء هذه الحقيقة، يمكنه أن يسأل الله العفو من باب العبودية والأدب؛ فهذا أمر آخر غير ما نحن بصدده. وإذا كان السلوك هو قطع مراحل الطريق إلى الله، فإنه لا يعني حتما أن الطريق واحد من حيث الاختيارات والتوجهات، من بدايته إلى نهايته. فأول ما يعرض للعبد: طريق الدنيا وطريق الآخرة؛ فإن هو اختار الدنيا، فقد خسر خسرانا مبينا؛ وإن اختار الآخرة، عرض له طريقان: طلب الآخرة إخلاصا لله، وطلبها من أجل حظوظ النفس. فمن طلبها عبودية، فقد فاز؛ ومن طلبها لنفسه فقد حُرم. ثم بعد هذا يعرض له طريقان: طلب الآخرة، وطلب الله. فإن اختار الآخرة انقطع عن الله، وإن اختار الله واصل السير. وقبل هذه المرحلة، لا يكون في استطاعة العبد التمييز بين طلب الله وبين طلب الآخرة. وباختياره لله هنا، تنقطع النفس عن إمداداتها النورانية، بعد أن كانت قد انقطعت عن إمداداتها الظلمانية في البداية. ثم في كل مقام، يكون العبد أمام طريقين: البقاء مع المقام، أو الفناء عنه. فمن بقي مع أي مقام، فقد انقطع به؛ ومن اختار الفناء عنه فُتح له باب إلى مقام أعلى. وهكذا يستمر الطريق في التشعب في كل مرة، حتى ينتهي إلى طريقين: قصد معرفة الله، أو فراغ القلب من القصد من باب الفناء عن القصد. فإن قصد المعرفة حُرمها، وإن وقف من غير قصد نالها بإذن الله. وداخل هذه الفروع والشعب توجد فروع أدق منها؛ فيكون الطريق على صورة شجرة: نصفها اليمين، هو الشجرة المباركة؛ ونصفها الشمال، هو الشجرة الملعونة في القرآن. يتضح من هذا أن العبد قد يصيب في اختياره مرة أو مرات، ثم ينقطع به الطريق في مرحلة من مراحل السير؛ وقليل من الناس من يدوم توفيقه، حتى يصل إلى ربه. وحتى يأمن العبد على نفسه الزيغ والضلال، عليه أن يكون دائم الاضطرار إلى الله، ولا يعتمد على علم ولا عمل؛ وإنما يكون نظره إلى ربه الذي بيده كل شيء، الهادي المضل؛ وإلا فإن الله يكله إلى علمه ونفسه، فيردى. هذه المعاني، يعيها السالكون الذين هم في سير مع الأنفاس؛ ويجدون لها ثقلا على أنفسهم، لا تطيقه الجبال؛ أما غيرهم ممن دخل الطريق، فهو في غفلة عنها بسبب توقفه في مرحلة من المراحل، أو بسبب عدم انخراطه في السلوك من الأصل، كما هو شأن المتبركين. وهؤلاء قد يتوهمون السلوك من كثرة ما يسمعون عنه، فتكون مصيبتهم مضاعفة: مرة لحرمانهم من الخير، ومرة لحرمانهم من تدارك الأمر بسبب وهمهم المانع لهم من طلبه. والأمر -لا شك- يتطلب مراقبة مستمرة للظاهر وللباطن، قد لا يُحسنها كل أحد. ومراجعة الشيخ الرباني في هذه التفاصيل، هي من آكد الأعمال لدى المريد الصادق. والموفَّق من وفقه الله. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|