اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
السند في الطريقة الزوج, الطريقة السند في الطريقة السند في الطريقة يُكثر الناس من الكلام عن السند، عند ذكر طريقة من الطرائق الصوفية؛ ويظن بعض المتشيخين أن حيازة سند من سلسلة أسماء، قد يفيد أهليتهم للتصدر للمشيخة. مع العلم أن أغلب الأسماء التي تتضمنها السلاسل المعتمدة، غير معروفة لدى الناظر فيها؛ وكأن المراد الاستئناس بها، لا معرفتها كما يعرف رجال السند عند أهل الحديث. مقصودنا هنا أثر السند عند الناظر، لا السند نفسه الذي يمكن أن يكون ثابت الصحة من أوله إلى آخره. هذا إن جعلنا سند الطريقة الصوفية كسند الحديث في الدلالة على القبول والرد. والأمر على غير هذا، بسبب كون علم الحديث من علوم الكسب التي تخضع لضوابط معينة ومعايير تواطأ عليها المشتغلون بها؛ بينما علم التصوف الذي هو ثمرة السلوك على طريقة مخصوصة من طرائق التصوف، هو علم وهبي. والوهب لا أحد واسطة فيه من عالم الشهادة بين العبد وربه. لذلك نُقل عن أحد الصوفية أنه قال: "علمي عن قلبي عن ربي". هذا يعني أنه لا سند لعلم التصوف من حيث هو علم وهبي. وإذا كان الأمر هكذا، فلمَ نجد الطرائق تعتني بالأسناد، وتورّثها جيلا عن جيل؟ فاعلم أن السند عند أهل الطرائق، يفيد معرفة الاتصال التربوي، الذي لا بد فيه من اتصال بين شيخ وآخر، كما يحدث عند رجال سند الحديث لأجل ثبوت عدم الانقطاع. فالتربية شيء عند الصوفية، وحصول المعنى (الفتح) شيء آخر. فإن قلت: إن السر أيضا، قد أفاد أهل الله أنه ينتقل بالوراثة من ولي إلى آخر؛ فهذا أيضا يُثبت السند من جهة السر، كما ثبت من جهة التربية؟! قلنا: ليس الأمر في السر، كما هو في التربية؛ لأن الله يرث السر من اسمه "الوارث" من الولي الذي حان أجله، ويهبه لمن يشاء من عباده بعده. وبهذا ينتفي السند في السر من جهة البشر، ولا يثبت إلا من الله وحده. وهذا، هو ما جعل بعض الأئمة في الطريق يعلنون أنهم لا ينتسبون إلا إلى الله. وقد حُكي عن أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه أن رجلا سأله: إلى من تنتسب؟ فأجابه: كنت أنتسب إلى ابن بشيش، وأما الآن فلا أنتسب إلا إلى الله. وهكذا الشيخ الأكبر ابن العربي رضي الله عنه، ذكر أن الله نهاه أن ينتسب إلى أحد من شيوخه، رغم كثرتهم. وليس هذا إلا للمعنى الذي ذكرناه. ولهذا، فإن كان الشيخ ربانيا، فيكفيه سنده الرباني، وإن لم يذكر سنده التربوي؛ وإن لم يكن ربانيا، فلا تغنيه جميع الأسناد البشرية عن السند الرباني، الذي هو شرط في الأهلية عند أهل الطريق بالإجماع. ولقد رأينا في زماننا تضخيما لقضية السند في الطريقة من قِبل بعض المتشيخين الذين يتخفّون خلفه، ومن قِبل المريدين الذين يظنون أن هذا هو المبتغى من الشيخ وحده. وينسون أن الشيخ (إن كان كذلك حقا) إنما تُطلب منه الدلالة على الله لا غير؛ وهذه يعلمها المريد الصادق من نفسه، لا من خارجها. وهكذا ينحرف المعنى، بانحراف الفهم؛ وتصبح الأسناد حجابا عن الحق، بعد أن كانت عند أهلها تقرب من الدال عليه. وإننا نرى أن تصحيح هذه المفاهيم، أصبح ضرورة مُلحّة من أجل إعادة الصفاء إلى طرائق التصوف؛ وإن كنا لا ننكر على المعتنين بالأسناد، إن هم لم يبالغوا في ذلك. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|