عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2016, 08:28 AM   #2
المدير العام


الصورة الرمزية الشيخ طاووس اسطوره الاساطير
غير متواجد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Nov 2015
 المشاركات : 14,456 [ + ]
 التقييم :  147
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: تفاوت مواعيد البروج والمنازل مع التقاويم





الشكل (2) موقع نقطة الاعتدال الربيعي في السماء (تقاطع دائرة الاستواء السماوية مع دائرة البروج) فموقعها الآن هي في برج الحوت وستنتقل إلى برج الدلو كما كانت في الحمل.


وأسباب هذا التغير هو وجود تأثير واقع على محور دوران الأرض بسبب تفلطح شكلها، حيث إن جاذبية كل من الشمس والقمر لا تؤثر على جميع النقاط على سطح الأرض بالتساوي مما يجعل محورها يدور في حركة دوامية على دائرة نصف قطرها 23.5 درجة، انظر الشكل (3) يقع النجم القطبي "عليها".






الشكل (3) يتغير اتجاه محور دوران الأرض تحت تأثير جاذبية الشمس والقمر مما ينتج عنه ظاهرة ترنح الأرض. ويكون معدل التحرك حوالي درجة واحدة كل سبعين سنة شمسية وهو ما يُطلق عليه تزحلق الفلك.

ويكمل محور دوران الأرض هذه الدورة في قرابة 25800 سنة شمسية، أي درجة واحدة كل سنة شمسية. هكذا فأي تأثير في اتجاه محور دوران الأرض سينعكس على موقع دائرة الاستواء السماوية ويجعل تقاطعها مع البروج يتزحزح تحت هذا التأثير من برج إلى آخر بنفس هذا المعدل، وهو ما يطلق عليه تزحزح الأبراج (Precession). وبافتراض أن البرج ثلاثين درجة فإن نقطة الاعتدال تظل في البرج نحو 2100 سنة شمسية وهي الآن ببرج الحوت منذ عدة قرون وستنتقل إن شاء الله خلال القرون الستة القادمة من برج الحوت إلى برج الدلو لتبلغه في نحو سنة 2597م.
وقد لاحظ علماؤنا الأوائل هذه الحركة وأطلقوا عليها تزحلق الفلك وقدروا معدل هذا التزحزح بنحو درجة واحدة (تقريبا يوم واحد) كل اثنتين وسبعين سنة هجرية وهي المدة الموافقة لسبعين سنة شمسية. هكذا فإن هذه الحركة تتسبب في الاختلاف الواقع في دخول الأبراج والمنازل مع التسلسل اليومي في التقويم الميلادي، وهو نفس السبب الذي يُلاحظ اليوم من اختلاف ما بين ما يُشاهد ويُرصد وبين ما سجله لنا الأوائل.
وهكذا فإن أمر الاختلاف في مواعيد الطوالع والمساقط للمنازل والبروج ليس بالجديد إذ كان علماء العرب قديما يعرفونه ويلمون به وخاصة واضعي التقاويم فهم يدخلون تأثير هذا التزحزح المتضمن يوما واحدا في حساباتهم لكل 72 عاماً هجريّاً، لكن الجديد أننا نسينا تراثنا واكتفينا بما بلي منه وليتنا حفظناه بل زادت رقاعه بنا. فتكلفنا وضع أسباب لهذا الاختلاف والكثير مما نضع يخالف الوقائع الطبيعية والذهنية فيظهر المدى الذي نحن فيه من كوننا عالة على هذا التراث العظيم الذي نبكيه وهو يبكينا لكثرة ما نفتخر به نظريا ولا نطال منه إلا الفتات وليتنا استوعبناه، الأمر الذي دعاني لقول:
فتاتك قد تعاظم في عيون *** وزادتك الرقاع بها صغارا



هذا فإن أصبت فمن الله وإن أخطئت فمن الشيطان ونفسي.



 


رد مع اقتباس